أشرف السيد توفيق الجلاصي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، صحبة السيد حافظ العموري وزير التكوين المهني والتشغيل صباح الاثنين 08 ديسمبر 2014، على افتتاح أشغال الندوة المغاربية حول» التربية الرقمية والتجديد في التعليم « التي ينظمها المركز الثقافي البريطاني (British Council) على امتداد ثلاثة أيام بمشاركة مسيرين وخبراء من دول المغرب العربي والأردن وأوكرانيا والمملكة المتحدة.

وأشار الدكتور توفيق الجلاصي في مستهل مداخلته إلى فكرة "المواطن الأصلي الرقمي" (Digital Natives) حيث تداخلت بمقتضاها التكنولوجيا الحديثة مع المعارف المعاصرة وفرضت تغييراً جذرياً في التربية والتعليم : فالجيل الجديد من التلاميذ والطلبة يقدر على النفاذ للعلم والمعرفة بنفسه من دون حاجة إلى أستاذ بما أنه ترعرع في ظل ثورة معلوماتية وانتشار ثقافة الأنترنات الانترنت واستوعب تقنياتها وفكّ رموزها، كما أنه يستخدمها يومياً وأصبحت جزءاً من حياته الشخصية.

وطرح الوزير في هذا السياق تساؤلا عن مسار المدرسة والمدرّس راهناً لكونهما باتا يواجهان جيلا جديدا يختلف عن الأجيال السابقة وهو ما يقتضي القطع مع الطرق التعليمية التقليدية ومواكبة التطورات المتسارعة لتقنيات الاتصال والتكنولوجيات الحديثة وجعلها أدوات أساسية في التربية والتعلّم، داعيا في هذا المجال إلى تعلّم مهارات جديدة وتنمية القدارات في الممارسات المهنية وطرق التدريس واستكشاف مفاهيم متقدمة تتصل بالمحتوى والمصادر.

من جهة أخرى، أشار الوزير إلى انفتاح وزارته على العالم الرقمي من خلال إمضاء اتفاقيات تعاون مع دول متقدمة ومؤسسات عالمية رائدة على غرار الشركة العالمية ( (Ericssonالتي تكفلت بربط مدرستين ابتدائيتين بشبكة الانترنات بما يمكّن التلاميذ والمدرسين من النفاذ إلى مصادر بيداغوجية متطورة والربط مع مدارس أخرى من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى إعلان النوايا الممضى مؤخرا مع السيدة (Najat Vallaud-Belkacem) وزيرة التربية والتعليم العالي والبحث الفرنسية حول التعاون في مجال التطبيقات التربوية الرقمية. في جانب آخر، نوّه الدكتور توفيق الجلاصي بأهمية التعاون بين الأقطار المغاربية والمملكة المتحدة وبضرورة الاستفادة من نظامها التعليمي المتطور والسعي نحو تطبيقه بطريقة تنسجم مع الخطط التطويرية التي تنتهجها هذه البلدان للنهوض بخططها التربوية المستقبلية.

وبالعودة إلى الواقع التونسي، بيّن الدكتور توفيق الجلاصي أنّ الإقبال الكثيف على شبكات التواصل الاجتماعي لا يحجب تسجيل المؤسسات التربوية والتعليمة بمختلف مستوياتها نسبا محتشمة في الارتباط بشبكة الانترنات وبالتكنولوجيا الحديثة، وأنّ المدارس والكليات ومراكز البحث لم تستفد بعد مما توفره هذه التقنيات من مزايا هامة وخاصة فيما يتعلق بفرص "التعلم التشاركي". كما دعا الوزير في هذا السياق إلى مزيد العمل والتعاون لتفادي هذا النقص الذي يزيد في تعميق الهوّة بين المنظومة التعليمية التونسية ونظيراتها في العالم.